شهدت الساحة الرياضية التونسية ليلة ساخنة غير متوقعة، بعدما أكد نائب رئيس النادي الإفريقي، في مداخلة إعلامية ببرنامج "الأحد الرياضي"، نبأ انسحاب المدرب المخضرم فوزي البنزرتي من قيادة الفريق.
وما ضاعف من وقع الصدمة، هو الإعلان الموازي عن انسحاب رئيس النادي، الدكتور محسن الطرابلسي، من رئاسة النادي. هذا التزامن في انسحاب أبرز رمزين فني وإداري يمثل زلزالاً حقيقياً يضرب استقرار فريق "باب الجديد"، ويهدد بغموض كبير يحيط بمستقبل الفريق في الفترة المقبلة.
لم يكن قرار فوزي البنزرتي، المعروف بـ "شيخ المدربين"، مفاجئاً تماماً لأولئك الذين تابعوا تصريحاته الأخيرة والمظاهر التي رافقت أداء الفريق. تشير المعطيات إلى أن حالة الإحباط التي يعاني منها البنزرتي كانت نتيجة مباشرة لما يراه "مظالم تحكيمية" متكررة تعرض لها النادي منذ بداية الموسم.
بالنسبة لمدرب بمكانة البنزرتي، فإن تكرار الأخطاء التي تؤثر على النتائج يفقده الثقة في قدرة فريقه على تحقيق الأهداف المرسومة، ما دفع به للانسحاب رغم محاولات الإدارة لإقناعه بالعدول عن قراره في الساعات التي سبقت الإعلان الرسمي.
على الجانب الإداري، يمثل انسحاب الرئيس محسن الطرابلسي، بعد فترة وجيزة من توليه المسؤولية عقب انتخابات توافقية، انتكاسة حقيقية لمشروع الاستقرار الذي سعت إليه جماهير النادي الإفريقي.
يُعرف الرئيس المنسحب بأنه قاد هيئة أتت في ظروف صعبة للغاية، وكانت تراهن على دعم الجماهير والمستثمرين لإنقاذ النادي من دوامة الأزمات المالية والقضائية.
ويعكس قرار الطرابلسي، المرتبط على الأرجح بالضغوط الإدارية والمالية المتزايدة، وفشل الإدارة في توفير بيئة عمل مستقرة للمدرب، حالة من اليأس من القدرة على إدارة هذا الكيان في ظل الأجواء المشحونة المحيطة به.
