لم تكن نتيجة التعادل السلبي في ديربي العاصمة بين الترجي الرياضي التونسي وضيفه النادي الإفريقي هي الخسارة الأكبر لـ "شيخ الأندية التونسية".
فقد تلقت جماهير "الدم والذهب" صدمة موجعة بعد تأكد خطورة إصابة نجم الفريق، الدولي الجزائري يوسف البلايلي.
النجم، الذي يُعد الركيزة الأساسية والورقة الرابحة في هجوم الترجي، اضطر لمغادرة أرضية الملعب في الدقيقة 21 من الشوط الأول، متأثراً بآلام حادة في الركبة اليمنى بعد تدخل قوي.
ورغم الآمال الأولية بتجنب الأسوأ، إلا أن الفحوصات الطبية الدقيقة جاءت لتؤكد المخاوف الأشد.
أكدت الفحوصات بالأشعة التي خضع لها اللاعب، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي، تشخيصاً قاسياً: تمزق في الرباط الصليبي والغضروف الهلالي للركبة.
هذه الإصابة، التي تُعد كابوساً لأي لاعب كرة قدم، تستلزم تدخلاً جراحياً عاجلاً يليه فترة تأهيل طويلة ومضنية. وحسب التقارير الطبية المتداولة، من المتوقع أن يغيب يوسف البلايلي عن الملاعب لمدة تصل إلى ستة أشهر كاملة.
هذا يعني فعلياً نهاية موسم اللاعب مع الترجي الرياضي، وغيابه عن جميع الاستحقاقات المحلية والقارية المتبقية هذا العام.
تأتي هذه الإصابة في توقيت حاسم، لتشكل ضربة قاضية ليس فقط للنادي التونسي، بل وللمنتخب الجزائري أيضاً.
فمن جهة الترجي، كان البلايلي المحرك الأساسي للفريق في طموحاته المحلية والأفريقية، ويُعتبر غيابه تحدياً كبيراً للمدرب في إعادة ترتيب الأوراق الهجومية قبل الدخول في مراحل الحسم.
أما على الصعيد الدولي، فإن غياب "المحارب" عن صفوف "محاربي الصحراء" يعني تأكد فقدانه للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وكذلك غيابه عن كأس العرب 2025.
خسارة لاعب بقيمة البلايلي، وقدرته على صناعة الفارق باللمسة الفنية، تضع مدرب المنتخب الجزائري أمام معضلة حقيقية في إيجاد البديل القادر على سد الفراغ الذي سيتركه.
الآن، تحولت الأنظار من الملعب إلى العيادات والجراحة. التركيز ينصب على إجراء العملية بنجاح وبدء مرحلة التعافي بفاعلية لضمان عودة اللاعب إلى الملاعب بكامل قوته.
وقد شهدت صفحات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التعاطف والدعم للاعب الجزائري، من جماهير الترجي وكل محبي كرة القدم، متمنين له الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى التألق الذي عودهم عليه.
يبقى التحدي الأكبر أمامه هو التحلي بالصبر والعزيمة لعبور هذه المحنة والعودة إلى قمة مستواه الفني والبدني.
