يعيش النادي الإفريقي في الأيام الأخيرة حالة من الغليان، على خلفية قرارات الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة التي وُصفت من قبل جماهيره بالمجحفة والموجهة. فبعد أحداث مباراة الدربي الأخيرة أمام الترجي الرياضي، والتي شهدت رميًا محدودًا للمقذوفات من بعض الجماهير، جاء قرار مكتب الرابطة بمعاقبة النادي الإفريقي بتوبيخ رسمي وخطية مالية قدرها 7500 دينار، تحت بند "العود في رمي المقذوفات".
غير أن الجدل لم يتوقف عند حدود الغرامة المالية، بل ازداد احتقانًا بعد إعلان الرابطة أن أي رمي جديد للمقذوفات أو إشعال للشماريخ خلال المباراة القادمة أمام هلال مساكن، سيؤدي تلقائيًا إلى تفعيل عقوبة اللعب دون جمهور "ويكلو" في المواجهة المرتقبة ضد النجم الساحلي، المقررة يوم الأحد 11 ماي 2025 في الملعب الأولمبي برادس.
هذا التهديد الذي يأتي قبل واحدة من أهم مباريات الموسم، لم يُقرأ في الشارع الرياضي التونسي كتنبيه عادي بل كرسالة مباشرة موجهة للنادي الإفريقي دون غيره، وهو ما أثار تساؤلات جدية حول دوافع الرابطة والجامعة التونسية لكرة القدم. جماهير النادي اعتبرت أن تسلسل الأحداث يحمل في طياته نوايا مبيتة: فالفريق كان مهددًا بعقوبة الويكلو حتى قبل خوض الدربي، واجتماع مكتب الرابطة الذي كان مبرمجًا أصلاً ليُعقد فور نهاية الجولة، تأجل بشكل مفاجئ إلى ما بعد مباريات كأس تونس، بينما استمرت الجامعة في بيع التذاكر لمباراة هلال مساكن رغم التهديدات.
هذه التطورات اعتبرها جمهور الأحمر والأبيض دليلاً إضافيًا على أن النية كانت حاضرة لمعاقبة الفريق بمباراة دون جمهور في توقيت حرج، مستغلين أي سلوك فردي قد يحدث خلال مواجهة مساكن. في هذا السياق، تتصاعد أصوات كثيرة داخل محيط النادي تتهم الرابطة بانتهاج سياسة الكيل بمكيالين، وتغليب الحسابات السياسية والضغوط على مبدأ الإنصاف الرياضي.
في ظل هذا الوضع، لم يعد النقاش مقتصرًا على الجانب القانوني للعقوبات، بل تعداه إلى الحديث عن الاستهداف الممنهج والضغط النفسي المسلط على مكونات النادي، في وقت حساس من الموسم. ولذلك، تبدو الرسالة اليوم واضحة: جماهير النادي الإفريقي مطالبة بالانضباط والوعي التام خلال مواجهة الأحد، لأن أي هفوة، ولو بسيطة، قد تُستغل لمعاقبة الفريق بحرمانه من سنده الجماهيري في محطة قد تكون حاسمة على درب التتويج.