تتجه الأنظار مساء السبت 26 أبريل 2025 إلى ملعب "لا كارتوخا" في مدينة إشبيلية الإسبانية، حيث يتجدد الصراع الأبدي بين برشلونة وريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا. هذه المواجهة الثالثة بين الغريمين التقليديين هذا الموسم، بعد أن التقيا في الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني.
برشلونة: طموح الشباب تحت قيادة فليك
يدخل برشلونة المباراة بقيادة المدرب الألماني هانسي فليك، الذي نجح في إعادة بناء الفريق وتحقيق التوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي. يعتمد فليك على جيل شاب يفيض بالمواهب، يتقدمهم لامين يامال وفيرمين لوبيز، بالإضافة إلى بيدري الذي أصبح رغم حداثة سنه ركيزة لا غنى عنها في الفريق. وفي قلب الوسط، يُعتبر فرينكي دي يونغ صمّام الأمان ومحور الربط الأساسي في منظومة الفريق. برشلونة يسعى للحصول على ثاني ألقابه تحت قيادة فليك، وتقديم نفسه كقوة لا يُستهان بها على الساحة المحلية بعد موسم من التحديات.
ريال مدريد: جراح قارية وطموح محلي
أما ريال مدريد، الذي ودّع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي أمام أرسنال، فيسعى لتعويض خروجه القاري بلقب محلي يُخفف من وطأة الإقصاء. الفريق بقيادة كارلو أنشيلوتي يعتمد على خبرة قدامى المحاربين مثل لوكا مودريتش، في حين يعتبر جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور من العناصر الشابة التي ستكون على أتم الاستعداد لتقديم الأداء المميز. المباراة تُعد فرصة لإعادة التوازن بعد صدمة دوري الأبطال، في ظل غياب لاعب مهم آخر هو كيليان مبابي بسبب الإصابة، وكذلك غياب إدواردو كامافينغا الذي تعرض لإصابة في مواجهة خيتافي والتي أنهت موسمه.
مواجهة تكتيكية خالصة
من الناحية الفنية، يُتوقّع أن تشهد المباراة صراعًا تكتيكيًا مُثيرًا بين مدرستين مختلفتين. برشلونة قد يلجأ إلى أسلوبه المعتاد في الاستحواذ والضغط العالي، بينما ريال مدريد سيسعى إلى الاستفادة من خبرته في المواعيد الكبرى بـاللعب المرتد والضرب في المساحات، خاصة عبر سرعة فينيسيوس وقدرات بيلينغهام في اختراق الدفاعات.
أرقام وتاريخ يصعب تجاهله
تاريخ لقاءات الفريقين في كأس الملك زاخر بالإثارة والندية. في آخر مواجهة بينهما في هذه البطولة، تمكن ريال مدريد من سحق برشلونة برباعية نظيفة (4-0) في نصف نهائي 2023، وهي نتيجة لا تزال عالقة في الأذهان وقد تشكل دافعًا إضافيًا للفريق الكتالوني للثأر واستعادة الهيبة في 2025.
لماذا هذا النهائي مختلف؟
ما يجعل هذا النهائي استثنائيًا ليس فقط أسماء الفريقين، بل السياق المحيط به. برشلونة يسعى لتحقيق ثاني ألقابه مع فليك، بينما يدخل ريال مدريد المباراة محمّلًا بالضغط بعد خروجه من دوري الأبطال، ما يجعل من لقب كأس الملك فرصة ذهبية لإنهاء الموسم بشكل إيجابي. الجماهير متحفزة، والملعب سيكون ساحة لصراع كروي لا يُستهان به، مع إضافة الغيابات المؤثرة في صفوف الفريق الملكي.
هذه المواجهة تُعد بمثابة معركة كروية حاسمة، حيث يسعى كل فريق لتحقيق اللقب وإرضاء جماهيره. المباراة تعد فرصة لإثبات الذات وتأكيد التفوق في موسم شهد العديد من التحديات لكلا الفريقين.