المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو يواصل كتابة اسمه بأحرف من ذهب في الكرة الإفريقية، بعد أن قاد نادي ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا 2025، للمرة الثانية تواليًا في مسيرته، وهذه المرة بعد إقصائه العملاق المصري الأهلي من نصف النهائي.
تجربة لامعة مع الترجي
بدأ كاردوزو رحلته الإفريقية عبر بوابة الترجي الرياضي التونسي، حين عُيّن مدربًا للفريق في يناير 2024. ورغم توليه المهمة في فترة عصيبة، استطاع أن يعيد التوازن للفريق ويقوده إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد سنوات من الغياب عن الأدوار النهائية.
تميز الترجي تحت قيادته بانضباط تكتيكي لافت، خصوصًا في الشق الدفاعي، وحقق سلسلة من المباريات بشباك نظيفة في مراحل الحسم.
لكن الحلم توقف عند المحطة الأخيرة، حيث خسر الترجي النهائي أمام الأهلي المصري، ما جعل إدارة النادي تقرر إقالته في بداية الموسم التالي بسبب النتائج المحلية المتذبذبة.
العودة الأقوى مع صن داونز.. وإقصاء الترجي
لم يبتعد كاردوزو كثيرًا عن القارة السمراء، إذ أعلن نادي ماميلودي صن داونز في ديسمبر 2024 عن التعاقد معه خلفًا للمدرب مانكوبا مينغيثي.
ومنذ استلامه القيادة الفنية، ظهرت بصمته سريعًا، حيث أعاد الانضباط للفريق، ونجح في بناء منظومة دفاعية محكمة مدعومة بهجوم فعال في المرتدات.
وفي مشهدٍ درامي، عاد كاردوزو ليواجه فريقه السابق الترجي في ربع نهائي دوري الأبطال، وتمكن من إقصائه بطريقة حاسمة، في تأكيد على تطور صن داونز بقيادته، وتفوقه التكتيكي حتى على من يعرفهم عن قرب.
تُوج هذا العمل الكبير ببلوغ النهائي القاري بعد تجاوز الأهلي في نصف النهائي، ليضرب موعدًا جديدًا مع المجد، وهذه المرة من بوابة الجنوب الإفريقي.
بصمة أوروبية في قلب إفريقيا
أثبت كاردوزو خلال موسمين فقط قدرته على التعامل مع خصوصية الكرة الإفريقية، وتحدياتها التكتيكية والذهنية.
أن تقود فريقين مختلفين إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا في موسمين متتاليين، فذلك إنجاز لا يُستهان به.
الآن، ينتظر عشاق صن داونز أن يُتوج هذا العمل الكبير بالتتويج القاري، ليدخل كاردوزو قائمة كبار المدربين في تاريخ البطولة.