برشلونة يُتوّج بكأس ملك إسبانيا بعد كلاسيكو مثير أمام ريال مدريد ويقترب من حلم الثلاثية


تُوّج نادي برشلونة بلقب كأس ملك إسبانيا لموسم 2024-2025، عقب فوزه المثير على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 3-2، في مباراة كلاسيكو ملتهبة احتضنها ملعب "لا كارتوخا" في مدينة إشبيلية مساء السبت.

المباراة جاءت على قدر التوقعات من حيث الإثارة والندية، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 بعد تبادل الفريقين للأهداف وسط أجواء جماهيرية صاخبة، قبل أن يحسم المدافع الفرنسي جول كوندي اللقب لبرشلونة، بهدف قاتل في الشوط الإضافي الثاني، إثر تسديدة قوية باغتت حارس ريال مدريد ومنحت الكتلان التتويج المستحق.

بهذا الفوز، واصل برشلونة تفوقه الواضح في الكلاسيكوهات هذا الموسم، حيث نجح في تحقيق انتصاره الثالث تواليًا على ريال مدريد، بعد فوزه الكبير 4-0 في الليغا و5-1 في نهائي كأس السوبر الإسباني. سلسلة الانتصارات هذه جاءت لتؤكد علو كعب الفريق الكتالوني محليًا وتمنحه دفعة معنوية هائلة في هذا المنعطف الحاسم من الموسم.

التتويج بلقب كأس الملك لم يكن مجرد تتويج عادي، بل جاء ليضع برشلونة على أعتاب إنجاز تاريخي، إذ يواصل الفريق مسيرته نحو حلم الثلاثية التاريخية. فبعد حسم لقب الكأس، تنتظر كتيبة المدرب هانسي فليك مواجهة نارية أمام إنتر ميلان الإيطالي يوم الأربعاء المقبل، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما يواصل الفريق صدارته للدوري الإسباني بفارق أربع نقاط عن ملاحقه ريال مدريد، قبل أسابيع قليلة من إسدال الستار على المسابقة.

ورغم الفوز والتتويج، لم تخلُ الأجواء من التوتر والجدل. فقد كانت المواجهة مشحونة منذ أيام قبل صافرة البداية، في ظل الضغوط الكبيرة التي مارسها ريال مدريد عبر الإعلام ومحيطه على الحكم. هذه الضغوط ألقى الكثيرون باللوم عليها، معتبرين أنها أثرت على بعض قرارات إدارة اللقاء، لاسيما بعدم احتساب ركلتي جزاء واضحتين لصالح برشلونة خلال الشوط الثاني، وهو ما زاد من احتقان لاعبي وجماهير البلوجرانا.

ومع كل هذه الظروف، أثبت برشلونة مرة أخرى قوته الذهنية والفنية، رافضًا أن يحول الجدل التحكيمي أو الضغوط الخارجية مساره عن طريق التتويج. الفريق قدّم مباراة متوازنة بين الاستحواذ والفاعلية الهجومية، وعرف كيف يحسم الأمور في اللحظة المناسبة عبر هدف كوندي الذي خطف اللقب من أنياب الريال وأهدى جماهير الكامب نو ليلة لا تُنسى.

بهذا الإنجاز، يؤكد برشلونة أنه عاد بقوة إلى القمة، تحت قيادة فليك، وبات الآن على بعد خطوات قليلة من تحقيق واحدة من أعظم مواسمه تاريخيًا إذا ما أكمل المشوار الأوروبي وأحكم قبضته على الليغا في الجولات الأخيرة.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال