شبح الانهيار: هل دخل ليفربول "منطقة الخطر" مع آرني سلوت؟

 



يعيش عشاق نادي ليفربول الإنجليزي فترة من القلق المشروع، حيث بات الفريق الأحمر يسير بخطى متراجعة ومفاجئة، متلقياً ست خسائر قاسية في آخر سبع مباريات بجميع المسابقات. هذه السلسلة السلبية لم تكن متوقعة أبداً بعد البداية المبهجة للموسم، وتضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الفريق وتكتيكات مدربه الجديد، الهولندي آرني سلوت. لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل ليس تدهور النتائج فحسب، بل هو حالة الهدوء الغريبة التي تسود أروقة النادي وبين قطاع واسع من الجماهير. فهل هذا هدوء "الثقة" أم هدوء "ما قبل العاصفة"؟


تراجع صادم: الأرقام تحكي قصة الانهيار

الخسائر الست المتتالية في سبع مباريات هي حصيلة لا تليق بفريق يطمح للمنافسة على الألقاب الكبرى، خاصة في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ). هذه النتائج السلبية لم تقتصر على الفرق الكبيرة، بل امتدت لتشمل هزائم أمام فرق متوسطة في الدوري، مما يعكس خللاً عميقاً يتجاوز مجرد "سوء الحظ".

  • فقدان الهوية التكتيكية: بدا ليفربول في كثير من اللقاءات بلا هوية واضحة، متأرجحاً بين محاولات المدرب تطبيق أسلوبه الجديد وبين العودة لبعض ملامح طريقة اللعب القديمة، مما أوجد حالة من الارتباك داخل الملعب.

  • هشاشة دفاعية غير معهودة: تلقى الفريق أهدافاً بغزارة، وكشفت الأخطاء الدفاعية المتكررة عن ضعف في التغطية وتنظيم الخط الخلفي، حتى بوجود القائد فيرجيل فان دايك.

  • انخفاض الروح القتالية: وهو ما يثير قلق الجماهير، حيث بدت الرغبة والقتالية التي اشتهر بها الفريق في السنوات الماضية غائبة في اللحظات الحاسمة.


 هل "آرني سلوت" هو الحلقة الأضعف؟

المشكلة الأكبر التي تشغل بال النقاد هي وضع المدرب آرني سلوت. في عالم كرة القدم المتسارع اليوم، كانت مثل هذه السلسلة من الهزائم كفيلة بإقالة أي مدرب، خاصة في نادٍ بحجم وتاريخ ليفربول. ومع ذلك، لا يزال سلوت يتمتع بـ "دعم" الإدارة والجزء الأكبر من الجماهير.

لماذا هذا الهدوء؟

  1. عامل الانتقال التدريبي: يدرك النادي والإدارة صعوبة الخروج من عباءة يورغن كلوب بعد حقبة ذهبية امتدت لسنوات. هناك إجماع بأن أي مدرب جديد سيحتاج وقتاً طويلاً لتثبيت أفكاره وتجهيز الفريق لتحديات الدوري الأشرس في العالم.

  2. خلفية سلوت الناجحة: سجل المدرب الهولندي في مسيرته السابقة يعطيه هامشاً من الثقة، مما يدفع الإدارة لمنحه مزيداً من الوقت لإثبات أن "الخلل" الحالي مؤقت ويمكن تداركه.

  3. تأثير التغييرات التكتيكية: تشير التحليلات إلى أن سلوت يحاول إحداث تغييرات جذرية في البناء من الخلف وأدوار لاعبي الوسط والأجنحة (مثل دور محمد صلاح)، وهذا النوع من التحول يحتاج إلى صبر حتى يستوعبه اللاعبون بشكل كامل.

 النقطة الجوهرية: لا يمكن الحكم على مدرب أتى بعد أسطورة في أسابيع قليلة، لكن السؤال يبقى: هل يمتلك سلوت خطة "ب" لإيقاف نزيف النقاط، أم سيبقى متمسكاً بخططه حتى ينهار الموسم بالكامل؟


 الجماهير والإدارة: هدوء "الثقة" أم "الاستسلام"؟

ما يميز أزمة ليفربول الحالية هو غياب حالة "الهيجان الجماهيري" التي ترافق تدهور النتائج في أندية أخرى. أغلبية "الريدز" (الجماهير) تبدو وكأنها تمنح سلوت صك ثقة مفتوحاً، مدركة أن مهمة خلافة كلوب هي "المستحيل".

لكن هذا الهدوء ينطوي على مخاطرة:

  • خطر التعود على الهزيمة: قد يؤدي تقبل الخسائر المتتالية إلى فقدان اللاعبين لشغف المنافسة على أعلى مستوى، وهو ما كان كلوب يحاربه باستمرار.

  • استنزاف رصيد الثقة: مهما كان رصيد سلوت كبيراً، فإن نتائجه يجب أن تتحسن قبل فوات الأوان. فالهزائم في البطولات الكبرى (كأس الرابطة، دوري الأبطال) قد لا تُغتفر حتى مع دعم الجماهير.


 الطريق إلى التعافي: ما هو المطلوب الآن؟

لكي يعود ليفربول إلى السكة الصحيحة وينقذ موسمه، يجب التركيز على ثلاث نقاط حاسمة:

  1. البساطة أولاً: على سلوت التخلي مؤقتاً عن التعقيدات التكتيكية والعودة إلى أبسط أشكال النجاح: تنظيم دفاعي محكم والاعتماد على سرعة المرتدات التي يمتلك فيها ليفربول أفضل العناصر.

  2. استعادة نجوم الصف الأول: يحتاج الفريق إلى عودة محمد صلاح إلى مستواه المعتاد، واستعادة صلابة خط الوسط وتأثير الظهيرين في بناء الهجمات.

  3. إعلان النوايا: يجب على الإدارة أن تخرج بتصريح واضح يدعم المدرب ويوضح للجماهير خطة النادي للمرحلة الانتقالية.

إن ليفربول الآن في مفترق طرق حقيقي. فإما أن يكون هذا التراجع مجرد "عثرة مؤقتة" في طريق بناء فريق جديد تحت قيادة مدرب طموح، أو يكون هذا الانهيار هو إعلان رسمي لنهاية الحقبة الذهبية وبداية مرحلة صعبة قد تطول لسنوات. الأيام القليلة القادمة تحمل مفتاح الإجابة.



أحدث أقدم

نموذج الاتصال