الجدل لم ينطلق من نتائج الفريق فحسب، بل من الحملات الحادة التي طالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي حسب مصادر مقربة منه، طالت حتى عائلته، وهو ما شكّل نقطة تحوّل حاسمة في موقفه من الاستمرار.
من الإنقاذ إلى الإرباك
حين تم تعيينه في ماي 2024 خلفًا ليوسف العلمي، استقبلت الجماهير دخيل بشيء من الأمل، إذ رأت فيه شخصية قادرة على ضبط الإيقاع الإداري وسط الفوضى. لكنه سرعان ما اصطدم بجدار الواقع: خزينة خاوية، ديون تراكمت، وفريق يبحث عن هوية. وبين وعود الإصلاح وانتظار النتائج، بدأ الصبر ينفد.
الشارع الإفريقي لم يرحم. كل إخفاق، كل قرار لم يُقنع، كان يُحوّل إلى سهم نقد مباشر في صدر الإدارة. ورغم محاولات التعديل، كإقالة منذر الكبير وتعيين كمال القلصي، لم تهدأ العاصفة.
الاستقالة: خيار أم هروب؟
هيكل دخيل لم يؤكد بعد رسميًا عزمه على الرحيل، لكنه بحسب مقرّبين، يعيش ضغوطًا هائلة جعلت فكرة الانسحاب ملاذًا نفسيًا أكثر منه قرارًا إدارياً. الرجل يرى أن حدود العمل لم تعد واضحة، وأن البيئة الحالية أصبحت غير قابلة للاستمرار.
ما يثير القلق أكثر هو أن الحديث عن استقالته يتزامن مع فترة حاسمة للنادي، رياضيًا وتنظيميًا. أي فراغ في القيادة قد يفتح بابًا للفوضى مجددًا، وهو ما لا يتحمّله الوضع الحرج للفريق حاليًا.
ماذا بعد؟
إن قرر دخيل الرحيل، فإن المشهد سيكون معقدًا: لجنة حكماء قد تضطر للبحث عن بديل في وقت ضيّق، وسط أزمة ثقة مع الجماهير. أما على الميدان، فالفريق بحاجة إلى تركيز كامل لتجاوز المرحلة، وهو ما قد يتأثر سلبًا بهذه الأزمة.
بعيدًا عن الأسماء والمناصب، ما يحتاجه النادي الإفريقي حاليًا هو هدنة. لحظة عقل. مساحة يعاد فيها تقييم كل شيء بهدوء. فكلما توترت الأجواء، زاد النزيف.