تتزايد حدة الضغط داخل أروقة نادي ريال مدريد بعد سلسلة من النتائج والأداء الباهت الذي أفقده صدارة الدوري الإسباني لصالح غريمه برشلونة. وتؤكد تقارير صحيفة "ذا أتلتيك" أن مستوى أداء الفريق يثير قلقاً بالغاً في جميع المستويات داخل النادي، مما يضع المدرب الشاب تشابي ألونسو تحت مجهر التقييم الحقيقي.
تراجع فني وتراكم التعادلات:
على الرغم من البداية القوية للموسم، بدأ الأداء الفني لريال مدريد بالتراجع بشكل ملحوظ، وهو ما ظهر جلياً في تعادلين متتاليين أهديا الصدارة لبرشلونة. هذا التذبذب في النتائج لا يتماشى مع طموحات النادي الملكي الذي يضم أسماء لامعة بحجم كيليان مبابي وجود بيلينجهام.
ويشير التقرير إلى أن المشكلة لا تقتصر على فقدان النقاط فحسب، بل تمتد لتشمل محتوى الأداء، حيث يفتقر الفريق إلى السيطرة والاستقرار التكتيكي في بعض الأوقات الحرجة من المباريات، مما يثير تساؤلات حول قدرة ألونسو على الموازنة بين المواهب الهجومية الكبيرة وضبط الجانب الدفاعي والذهني للفريق.
مصداقية ألونسو في الميزان:
وفقاً لـ "ذا أتلتيك"، فإن مستقبل المدرب تشابي ألونسو، الذي تولى مهامه هذا الموسم خلفاً لكارلو أنشيلوتي، قد يتحدد بناءً على نتائج وصورة الفريق في المباريات القليلة القادمة. ويعود هذا التوتر إلى عدة عوامل، أبرزها:
صراع غرفة الملابس: تشير تقارير داخلية إلى أن ألونسو يواجه صعوبة في إدارة غرفة الملابس المليئة بالنجوم، حيث يوجد مزيج من اللاعبين الذين لم يقتنعوا تماماً بأساليبه التدريبية الصارمة وآخرين يدافعون عنه.
أزمة القيادة: يواجه ريال مدريد مشكلة في غياب القادة المخضرمين (بعد رحيل لاعبين مثل لوكا مودريتش وتوني كروس)، مما يزيد الضغط على ألونسو ليس فقط لتحقيق النتائج، بل لفرض ثقافة جديدة وإنهاء "العادات السيئة" التي تسللت لغرفة تبديل الملابس.
المباريات القادمة تحدد المصير:
إن الفترة القادمة تعتبر اختباراً حاسماً للمدرب الإسباني. ففي حال استمرار تراجع الأداء وفقدان المزيد من النقاط، فإن هامش الثقة والدعم المقدم من الإدارة قد يتقلص، مما يعيد فتح ملف البحث عن مدرب يقود المشروع الطويل للنادي.
ويفهم ألونسو طبيعة الوظيفة في "قلعة بيرنابيو" وحجم المتطلبات فيها، وهو مطالب الآن بإظهار شخصية الفريق القوية وتحقيق انتصارات لا تثبت فقط جودة النتائج، بل تعكس أيضاً صورة فنية قوية تليق ببطل أوروبا.
