يعيش نادي ليفربول الإنجليزي فترة اضطراب حقيقية، تجلت في أرقام دفاعية غير مسبوقة حيث استقبلت شباكه 34 هدفاً في جميع المسابقات حتى الآن، وهو الرقم الأسوأ بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
هذه الأزمة الدفاعية ليست مجرد إحصائية سلبية، بل هي انعكاس مباشر لحالة الانهيار التي يعيشها الفريق تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت، الذي تولى المهمة خلفاً ليورغن كلوب.
منهجية سلوت والتأقلم الصعب
يكمن جوهر المشكلة في التحول التكتيكي الذي فرضه المدرب الهولندي. فقد حاول سلوت الانتقال بالفريق من أسلوب كلوب المعتمد على الاندفاع العمودي والضغط العنيف (Gegenpressing) إلى منهجية تعتمد بشكل أكبر على الاستحواذ المنظم وبناء الهجمات من الخلف. ورغم أن هذا الأسلوب يوفر سيطرة على الكرة، إلا أن تطبيقه كشف عن قصور كبير في سرعة تأقلم اللاعبين، خاصة في منطقة وسط الملعب.
الفراغات التكتيكية بين خطي الوسط والدفاع تزايدت بشكل ملحوظ، مما جعل ليفربول عرضة لهجمات مرتدة سريعة وقاتلة، وهو ما أدى إلى تزايد معدل استقبال الأهداف.
ضغط الانهيار يهدد مستقبل المدرب
تُرجم هذا الانهيار الدفاعي إلى سلسلة من النتائج المخيبة والخسائر المؤلمة التي أبعدت ليفربول عن صدارة الدوري الإنجليزي وأثارت التساؤلات حول مدى ملاءمة سلوت لقيادة مشروع بهذا الحجم.
يواجه المدرب الهولندي الآن ضغطاً هائلاً لتحقيق الاستقرار التكتيكي قبل فوات الأوان. ويصبح الخيار الأوحد أمامه هو إما التراجع جزئياً والاعتماد على بعض ثوابت حقبة كلوب الدفاعية لاستعادة التوازن، أو الإصرار على منهجية جديدة قد تتطلب وقتاً أطول بكثير مما يمنحه إياه ضغط المنافسة الأوروبية والمحلية.
